نداء عالمي لكسر الصمت.. وكالات أنباء تطالب بحرية التغطية الصحفية في غزة
نداء عالمي لكسر الصمت.. وكالات أنباء تطالب بحرية التغطية الصحفية في غزة
أطلقت أربع من كبريات وكالات الأنباء العالمية، هي أسوشيتد برس، وفرانس برس، وبي بي سي، ورويترز، نداءً مشتركاً، دعت فيه السلطات الإسرائيلية إلى إنهاء الحظر المفروض على دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة، والذي استمر منذ 7 أكتوبر 2023.
وطالبت الوكالات في بيان مشترك، بضرورة تمكين الصحفيين من الدخول والخروج بحرية لتوثيق حقيقة ما يحدث في القطاع المحاصر، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص وسط أزمة إنسانية طاحنة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الخميس.
وعبّرت المؤسسات الإعلامية الأربع عن قلقها الشديد إزاء حرمان العالم من مشاهد حقيقية وموثقة حول ما يعيشه المدنيون في غزة يومياً من قصف ودمار وجوع ونزوح.
وأضافت أن غياب التغطية المستقلة يقوّض مبدأ الشفافية ويحد من قدرة المجتمع الدولي على تقييم الواقع الإنساني والأمني في المنطقة.
ورغم استمرار بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية في تغطية الأوضاع من داخل القطاع، فإن الحصار المفروض على الصحفيين الأجانب يمنع العالم من رؤية الصورة كاملة.
خطر يومي يهدد الصحفيين
وسط الحصار المفروض، يواصل عدد من الصحفيين الفلسطينيين المحاصرين عملهم بشجاعة استثنائية رغم الأخطار اليومية.
وأكدت تقارير حقوقية أن عشرات الصحفيين استُهدفوا بالقتل أو الاعتقال أو التهديد منذ اندلاع الحرب، ما جعل غزة واحدة من أخطر المناطق في العالم على الصحفيين.
ومع محدودية الكهرباء والإنترنت، وصعوبة التنقل داخل القطاع، يتحول نقل الحقيقة إلى مهمة مستحيلة، ما لم يتم التدخل العاجل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة لتوثيق ما يجري.
تصاعد القلق الدولي
يرتبط هذا النداء الصحفي بحالة تصاعد غير مسبوق للقلق الدولي بشأن الانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب في غزة، والتي قد ترقى إلى جرائم حرب وفقاً لما توصلت إليه منظمات حقوقية دولية.
وأشارت تقارير مستقلة إلى استهداف متكرر للمرافق المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومخيمات النزوح، وسط شحٍّ حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب.
ويطرح هذا الواقع الإنساني القاتم، المحروم من عين الصحافة الدولية، تساؤلات جدية حول مصير السكان وقدرة العالم على التدخل دون صورة واضحة عمّا يجري على الأرض.
حق المعرفة وواجب الشهادة
أكدت الوكالات الأربع في ندائها أن السماح للصحفيين بحرية الحركة ليس مجرد مطلب إعلامي، بل هو واجب أخلاقي وإنساني.
وأضافت: "الصحافة المستقلة جزء من المنظومة الإنسانية العالمية، وشهادتها تضمن مساءلة المتورطين في الانتهاكات، وتحمي المدنيين من التجاهل أو التهميش أو التضليل".
وشددت على أن حرية الصحافة، خصوصاً في أوقات الحرب، تعد خط الدفاع الأول في وجه الجرائم والصمت الدولي.
دعوة لرفع الحصار الإعلامي
تأتي هذه المطالب في وقت تعيش فيه غزة أسوأ كارثة إنسانية منذ عقود، حيث دمرت أجزاء واسعة من البنية التحتية، ونُزح ما يقرب من 80% من السكان، فيما يواجه مئات الآلاف خطر الجوع أو المرض دون أن يراهم العالم.
وفي ظل ذلك، يبدو النداء بمثابة محاولة لكسر الحصار الإعلامي، وإعادة فتح نافذة على واحدة من أكثر مناطق العالم اضطراباً، حيث تُكتب فصول المأساة بعيداً عن عدسات الكاميرا.